من أروع ماقرأت
#جليبيب رضي الله عنه
قصة الصحابي الجليل جُليبيب رضي الله عنه
هو عبدٌ قصير ، أسود ، أفطس ، فقير ، دميم ، ليست له أسرة معروفة ، ليس عنده مال ، ولامنصب ، ولاشيء ، فقير ، رثّ الثياب ، دميم الخِلقة ، حَسن الخُلق ، وكانت فيه دعابة ، وكان عزبًا ، يشرب بكفيه من المياه الجارية أو يغترف من الآبار ، يأكل كسرات خبزٍ إن وَجد ، فإن لم يجد يطوي صائماً ، ينام وفراشه الأرض ولحافه السماء ، وليس له من مخدة إلا نعليه في فناء مسجد النبي ﷺ.
-مرّ يوماً والنبيّ ﷺ جالسٌ بين أصحابه ، ينظر إلى هذا الرجل "أي جُليْبِيب" بهذه الحالة !
- ثم نادى به ﷺ وقال : يا جُليْبِيب ألا تتزوج ..؟
- فقال جُلبيب : يا رسولَ الله ومَن يُزَوِّجُ جُليّبيبًا في الدُنيا ولا مال لي ولا جاه !!
- اذهب لبيتِ فُلان الأنصاري واخطب ابنته ، وقُل أرسلني رسولُ الله ويقولُ لكم زَوّجوني ابنتكُم.
كانتِ الفتاةُ من أجملِ نساء الأنصار .
فذهب جُليّبيب إلى بيتِها وقال يُسلِّم عليكم رسول اللهﷺ ويقول زَوّجوني ابنتكُم.
فقال الأب : يا جُليّبيب وكيف وأنت لا مال لك ولا جاه؟
فخرجت الفتاةُ تصرُخ بوالِديها : أتَرُدانِ رسولَ رسول الله ؟ واللهِ إني قبِلتُ به زوجًا.
ويوم عُرسهما إذ بِمُنادٍ يُنادي للجهاد ، فيخرُج جُليبيب ويترُك عروسه ، وبعد انتهاء المعركة سأل الرسول ﷺ الصحابة أتفقِدون أحدًا؟
فيُعَدِدوا الصحابة كل من فُقِدَ إلا جُليبيب ، فيقولُ الرسول -ﷺ- ألا تفقِدونَ حبيبًا؟ قالوا مَن؟ قال أفقِدُ حبيبي جُليّبيب، فاذهبوا تحسسوا من أمرِه ، وإذ به مُستَشهدٌ وقد قَتَل سبعةً من الكُفارِ ثُم قُتِل.
فيقول الرسول -ﷺ- "أنتَ منّي وأنا مِنك، أنتَ منّي وأنا مِنك"،ثم أشاح عنه برأسه ﷺ يميناً وقال :
أتدرون لِمَ أشحت بوجهي يمينا ..؟
قالوا: لِمَ يا رسول الله ..؟
قال ﷺ : والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه ، وأعرفه رجلاً غيوراً ، فأشحت بوجهي حتى لايغار ..
ثم تربَّع النبي ﷺ جالساً بجانب هذا الجسد ، ثم حمله ، ووضعه على ساعديه وأمرهم أن يحفروا له قبراً.
فيجعلُ ذِراعيّه ﷺ سريرًا له حتى يُحفرَ قبرُه.
اللهُم اجعلنا مثل جُليبيب منسيٌ في الأرض مذكورٌ في السماء.
إذ اتتمت القرا صل على الحبيب صل الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمد
صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة