قصة نبي الله شعيب عليه السلام ]
الجزء الأول
أرسل الله شعيب إلى قوم مدين وكانوا يعبدون الأيكة
وكانوا ينقصون المكيال والميزان
ولا يعطون الناس حقهم فدعاهم إلى عبادة الله
وأن يتعاملوا بالعدل
ولكنهم أبوا واستكبروا واستمروا في عنادهم
وتوعدوه بالرجم والطرد وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء
فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا.
دعوة شعيب عليه السلام
لقد برز في قصة شعيب أن الدين ليس
قضية توحيد وألوهية فقط،
بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس..
أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين. فقال شعيب
(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُه)
نفس الدعوة التي يدعوها كل نبي..
لا تختلف من نبي إلى آخر.. لا تتبدل ولا تتردد.
هي أساس العقيدة..
وبغير هذا الأساس يستحيل أن ينهض بناء.
بعد تبيين هذا الأساس..
بدأ شعيب في توضيح الأمور الاخرى التي جاءت بها دعوته
(وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ)
84هود
بعد قضية التوحيد مباشرة.. ينتقل النبي
إلى قضية المعاملات اليومية..
قضية الأمانة والعدالة..
: كان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان،
ولا يعطون الناس حقهم..
وهي رذيلة تمس نظافة القلب
واليد
..
كما تمس كمال المروءة والشرف،
وكان أهل مدين يعتبرون بخس الناس أشياءهم..
نوعا من أنواع المهارة في البيع والشراء..
ودهاء في الأخذ والعطاء..
ثم جاء نبيهم وأفهمهم أن هذه دناءة وسرقة.
أفهمهم أنه يخاف عليهم بسببها من عذاب يوم محيط..
انظر إلى تدخل الإسلام الذي بعث به شعيب في حياة الناس،
إلى الحد الذي يرقب فيه عملية البيع والشراء. قال:
(وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
85هود
لم يزل شعيب ماضيا في دعوته..
ها هو ذا يكرر نصحه لهم بصورة إيجابية بعد صورة النهي السلبية..
إنه يوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالقسط..
بالعدل والحق.. وهو يحذرهم أن يبخسوا الناس أشيائهم.
لنتدبر معا في التعبير القرآني القائل:
(وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)
كلمة الشيء تطلق على الأشياء المادية والمعنوية