﷽
كيف يحقّق المؤمن الفلاح؟
(
)
إنّ الله سبحانه تعالى أولى عناية خاصّة لصفات المؤمنين، واختار لهم سورة خاصّة باسمهم وهي سورة "المؤمنون"،
قال الله تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ...﴾.
وكلمة "أفلح" في قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾: مشتقّة من الفلح والفلاح،
- ثمّ أُطلقت على أيّ نوع من النصر والوصول إلى الهدف والسعادة،
- فإذا أردا المؤمن أن يكون من المفلحين، فعليه التحقّق بالصفات الآتية:
1- الخشوع:
﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾:
- "اعتبر القرآن الخشوع صفة المؤمنين، وليس إقامة الصلاة، إشارة منه إلى أنّ الصلاة ليست مجرّد ألفاظ وحركات، لا روح فيها، ولا معنى، وإنّما تظهر في المؤمن حين إقامة الصلاة حالة توجّهه إلى الله، تفصله عن الغير وتلحقه بالخالق.."[1].
2- الإعراض عن اللغو: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾: أي ما لا يغنيهم من القول أو الفعل، كاللعب والهزل، وما توجب المروّة إلقاءه وإطراحه.
3- الزكاة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾:
"أي يؤدون ما يجب عليهم في أموالهم من الصدقات، وسمّيت زكاة، لأنّه يزكو بها المال عاجلاً وآجلاً"[2].
4- العفّة: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾: الآية فيها إشعار واضح بالمدح، أي يمدحهم على حفظ فروجهم عمّا أمروا بحفظه وعلى عدم حفظها عمّا أبيح لهم.
#يتبع..