عيد الأضحى المبارك.. هل تختلط فيه الدماء؟
بقلم: خالد صادق
اعتدنا أن تعمل «إسرائيل» كدولة استعمارية تتسم بالبربرية والهمجية والفاشية بالتنغيص على الفلسطينيين في اعيادهم, من خلال القتل واراقة الدماء وازهاق الأرواح, وانتهاك حرمة المقدسات, ورفع وتيرة الاعتقالات بين الفلسطينيين, وابعادهم عن مدينتهم المقدسة عنوة كما حدث مؤخرا مع الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير اوقاف القدس, وذلك عندما أصدر ما يسمى بقائد قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الصهيوني، الثلاثاء الماضي، قراراً يقضي بإبعاد الشيخ ناجح بكيرات، عن مدينة القدس وعن بلدته، صور باهر، في جنوب المدينة، لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد, بحجة أن الشيخ بكيرات «ناشط كبير في حركة حماس»، وأنه «شريك في نشاطات أمنية»، وأن وجوده في القدس يشكل خطراً على أمن دولة الاحتلال. وسبق لقوات الاحتلال أن أبعدت الشيخ ناجح بكيرات عن المسجد الأقصى المبارك 33 مرة، وصدر بحقه قبل أيام عدة، قرار من وزير داخلية الاحتلال بمنعه من السفر، ما يدلل على أن هذا الفعل ممنهج، «إسرائيل تبحث عن اية ذرائع لسلب الفرحة من الفلسطينيين, فحكومة الصهيونية الدينية لا تحتمل رؤية فلسطيني يبتسم, او تسكنه فرحة العيد, تمنع الفلسطينيين من استقبال الاسرى المفرج عنهم من سجونها حتى لا ترى الفرحة في عيون اهله وذويه, وتمنع الاسر والأهالي من التواصل مع بعضهم في الأعياد وتقطع عليهم الطرق حتى لا تشاهد الفرحة في اعينهم, وتعزل القدس عن محيطها الخارجي, وتفصل المدن في الضفة وتحولها الى كانتونات منعزلة عن بعضها بعضاً لتمنع التواصل بين الاسر والعائلات, وتمنع دخول الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة الى الأراضي المحتلة عام 1948م للتواصل مع ذويهم واقاربهم, فهي تريد ان تقتل أي فرحة في نفوس الفلسطينيين حتى في الأعياد, فماذا تعد «إسرائيل» للفلسطينيين لسلب فرحة العيد منهم؟!, فهي اعتادت في كل المناسبات والاعياد على هذا الفعل الاجرامي الممنهج, وهى من يحرض المستوطنين على قتل الفلسطينيين, كما تحرض الجنود الصهاينة على القتل لمجرد الشبهة.
نسأل الله أن تمر أعيادنا بسلام، وأن يجنبنا وشعبنا الفلسطيني ويلات الاحتلال, وأن يحقن دماء شعبنا من رصاص الاحتلال النازي البربري وقطعان مستوطنيه الأشرار, وأن يكمل على شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والسلامية فرحتهم بالعيد دون منغصات, لكننا نؤكد أن مناطق التماس مع الاحتلال وتحديدا في القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك, وفي الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل جنوب الضفة الغربية, وفي انحاء الضفة الغربية المحتلة حيث الحواجز العسكرية المنتشرة في انحاء الضفة, والتي تحول مدنها وبلداتها وقراها الى كانتونات منفصلة عن بعضها بعضاً, ومحاطة بالحواجز من كل الاتجاهات, ومناطق التماس مع الاحتلال, كلها الغام ينصبها الاحتلال في وجه الفلسطينيين ليفجرها وقتما يشاء, ويوجد مبررا للقتل وسفك الدماء, وهناك تحريض مباشر من حكومة نتنياهو للنازيين الصهاينة من الجنود وقطعان المستوطنين بحمل السلاح, وقتل الفلسطينيين بأريحية دون أن يحاسبهم احد على جريمتهم, والمبرر دائما الاشتباه بفعل مقاوم, وحماية النفس, والتذرع بنية الفلسطيني المستهدف تنفيذ عملية طعن, وكلها مبررات واهية لتشريع القتل السهل للفلسطيني, وعدم تعرض القاتل الصهيوني للمساءلة او الحبس, حتى وإن كانت المساءلة شكلية والاعتقال وهمي, والا فاين قتلة الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير الذين احرقوه وهو حي, انهم ينعمون بالحرية ويتلقون التهاني على جريمتهم بحق طفل فلسطيني اختطفوه من امام بيته واحرقوه حيا ورموا جثته لتنهشها الذئاب, اين قتلة عائلة دوابشة الذين احرقوا وهم نيام في منزلهم, اين قتلة شيرين أبو عاقلة وراشيل كوري وعائلة الطفلة هدى غالية وقتلة الطفل محمد الدرة, و الطفل فارس عودة الذي وقف بوجهه وحجر في يده ليتصدى لدبابة إسرائيلية متوغلة في غزة, والطفلة الرضيعة ايمان حجو, كل هؤلاء القتلة المجرمين كان يدافع عنهم ما يسمى بوزير الامن الصهيوني المجرم ايتمار بن غفير, الذي يقود سياسة الحكومة الصهيونية ويدعو لتوسيع الاستيطان في الضفة المحتلة.
ما تشهده الضفة الغربية المحتلة من جرائم قتل وحرق للمنازل والمحاصيل الزراعية والمركبات, وزيادة وارتفاع وتيرة التحريض الصهيوني على قتل الفلسطينيين, ينذر أن الاحتلال يمهد لمجازر بشعة بحق الفلسطينيين, فهل تختلط دماء الفلسطينيين بدماء الأضاحي التي يضحي بها المسلمون في عيد الأضحى المبارك, كقربان الى الله عز وجل, حالة التحريض والشحن التي تمارسها حكومة نتنياهو تدعو للقلق واخذ اقصى درجات الحيطة والحذر, فالاحتلال الصهيوني بات يستسهل استهداف المقاومين الفلسطينيين من خلال استهدافهم بالطيران الحربي والطائرات المسيرة, فهو شرع لنفسه القتل بكل الوسائل, حتى وإن كان الضحايا مدنيين أبرياء, فهو يقول إن الغاية تبرر الوسيلة, ووفق هذا المنطق الاجرامي تتزايد التوقعات بإقدام الاحتلال على المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين, فالاحتلال لا يوقن ولن يوقف جموحه وولعه بالقتل وسفك الدماء قدسية الأعياد وحرمتها, فهو لا يعترف بالمسلمين ولا يحترم اعيادهم, ولا تصدقوا ذاك المجرم النازي المتطرف الصهيوني الذي يسمي نفسه «المنسق» ويظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ليوجه التهنئة للمسلمين في اعيادهم, فهو ينطق بالكذب, ويخفي خنجرا خلف ظهرة للطعن غدرا, فهذا ديدنهم وهذا اسلوبهم على مر التاريخ, ولنا في غدرهم بالأنبياء والرسل مثال على ذلك, فكل عام وشعبنا الفلسطيني وامتنا بألف خير وسنفرح رغم انف الاحتلال ونغيظه بفرحتنا.
اقرأ