قصة سجاح بنت الحارث مدعية النبوة
على مر عصور ظهر العديد من المحتالين مدعي النبوة وكان من أشهرهم مسيلمة الكذاب والذي أدعى النبوة في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد وفاة النبي ارتدت بعض القبائل العربية وظهر أيضًا عدد من الدجالين المحتالين وادعى أيضًا بعضهم النبوة، ومن أشهر هؤلاء سجاح بنت الحارث، وهي المرأة الوحيدة التي تجرأت على ادعاء النبوة وصدقها قومها.
من هي سجاح بنت الحارث
في خلافة أبو بكر الصديق ظهر العديد من المرتدين ومدعي النبوة وكان من بني تميم من ارتدوا ومنهم من منع الزكاة، ومنهم من حرص على إرسال أموال الصدقات لخليفة رسول الله أبو بكر رضي الله عنه في المدينة.
وقد ظهرت امرأة من تغلب في ذلك الوقت تدعى سجاح بنت الحارس التغلبية وكانت ممن اتبعوا الديانة النصرانية من العرب، وكانت عرافة ومتنبئة، وكانت تعود بنسبها من جهة أبيها إلى بني يربوع، أما نسبها من جهة أمها فكان يعود إلى بني تغلب الذين أقاموا في بلاد الرافدين وكانوا من يتبعون الديانة النصرانية في السابق، ولهذا كان يعتقد أن سجاح كانت على دينهم.
وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وادعاء كل من مسيلمة الكذاب النبوة في اليمامة وادعاء طليحة الأسدي النبوة في بني غطفان وبني أسد، قامت سجاح بادعاء النبوة أيضًا، وكانت سجاح قد اشتهرت بين العرب بأنها كاذبة حتى أنهم كانوا يضربون بها المثل فيقول الرجل في وصف الكاذب ” أكذب من سجاح”.
قررت سجاح أن تجمع جيشًا من اتباعها وعزمت على حرب أبو بكر رضي الله عنه في المدينة المنورة، ، وعندما مرت على بني تميم اتبعها أغلبهم ومنهم مالك بن نويرة التميمية وكان من أقرباء والدها، كما اتبعها مجموعة من سادت بني تميم واتفقوا على نصرها، لكن مالك بن نويرة عندما علم عزمها على محاربة الصديق أثناها عن تلك الفكرة. [1]
قصة سجاح مع مسيلمة الكذاب
فقد كان مسيلمة الكذاب أيضًا في ذلك الوقت يدعي النبوة وكان في اليمامة فقرت أن تغزوه لتأخذ منه اليمامة أولًا لأن أمر مسيلمة قد استفحل فيها، وكانت سجاج ممن يسجعون الكلام، فقالت لهم ” يا بني تميم اقصدوا معشر اليمامة فاضربوا فيها كل هامة، واضرموا فيها نار ملهامة حتى تتركوها سوداء كالحمامة”.
سار بني تميم لحرب مسيلمة، ولما علم بقدومهم إليه ضاق بهم ذرعًا، فقد كان مشغولًا في ذلك الوقت بحرب الصحابي الجليل ثمامة بن أوثال وكان من قبيلة بني حنيفة من سادات اليمامة، وقد شارك في حروب الردة، وقد ساعده الصحابي عكرمة بن أبي جهل في حربه ضد مسيلمة الكذاب، وكانوا ينتظرون قدوم خالد بن الوليد وهو قائد حروب الردة للقضاء على مسيلمة الكذاب واتباعه.
ولأنه كان يخشى من قدوم خالد، فبعث مسيلمة لها رسولًا يطلب منها ألا تغزوه وطلب منها أن يلتقيا في طائفة من قومه ليتفاوض معها، وقد وافقت سجاح على لقائه، فأتاها الكذاب ومعه 40 رجلًا من رجاله ، وقبل أن يلقاها طلب من قومه أن يضربوا لسجاح خيمة بعيدة عن منزله وطلب منهم أن يضربوا فيها الطيب والبخور برائحة الصندل لأنه كان ينوي أن يجعلها تقع في غرامه، وعندما أتت رفضت أن تقيم في الخيمة التي أعدها لها، والتقيا في خيمة أخرى
وعندما قابل الكذاب سجاح عرض عليها أن يعطيها نصف أموال الزكاة التي كان يدفعها قومه، و يعطيها نصف الأرض التي كانت لقريش إذا هي عدلت عن حربه.
وافقت سجاح على هذا العرض، ويقال أنه لما خلا بها سألها عما يوحى لها، فقالت له وهل يمكن أن تتحدث النساء قبل الرجال أخبرني أنت بما يوحى لك، فقال لها لقد أنزل علي مثل ما أنزل على نبي قريش، فطلبت منه أن يسمعها منه شيئًا فألف سجعًا من عنده تلاه عليها، ثم عرض عليها أن يتزوجها وأن يتحدا معًا ويهزما معًا العرب.
وافقت سجاح على الزواج منه وقد مكثت سجاح عنده ثلاثة ليالي، ثم عادت إلى قومها فسألوها عن المهر الذي أعطاه لها الكذاب.
فلما أخبرتهم أنها لم تتفق معه على مهر، قالوا لها كيف تتزوج نبية في مقام سجاح بدون صداق، فأرسلت له تطلب منه مهرًا مناسبًا لها، فبعث يخبرها أن تخبر قومها أن مسيلمة بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين من الصلوات التي أنزلت على سيدنا محمد وهما الفجر والعشاء، كما أنه لعنه الله قد أحل لهم الخمر والزنا، ويقال أنه أخبرهم أنه وضع عنهم صلاة العصر أيضًا لمدة عشرين عامًا.
وكان هذا الكذاب من قبل قد شرع لقومه أن يتزوج الرجل الأعزب منهم من سيدة واحدة حتى تضع له مولودًا، فإذا كان هذا المولود ذكر فيحرم عليه النساء حتى إذا مات هذا الذكر فيحق له الزواج ما شاء حتى تضع له سيدة ذكرًا أخر.
وفي تلك الفترة كان خالد بن الوليد قد اقترب من اليمامة وأوشك على قتال الكذاب، فلما علمت سجاح بذلك خرجت من اليمامة وذهبت إلى قومها في بني تميم، وكانت تحمل معها نصف أموال الزكاة التي أخذتها من مسيلمة.
ثم دارت الحرببين الكذاب وجيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وهزم المسلمون جيش المرتدين وقتلوا مسيلمة الكذاب بعد معركة ضارية، وأيضًا استطاع خالد بن الوليد القضاء على حركة طليحة الأسدي لكنه لم يقتل بل عاد للإسلام بعد ذلك وحسن إسلامه.
إسلام سجاح
ولما رأت سجاح وقومها ما حدث للكذاب الملعون، قررت أن تكف عن ادعاء النبوة، وعادت إلى بلاد الرافدين لتقيم بين أهلها بني تغلب وظلت هناك حتى عهد معاوية بن أبي سفيان.
ويقال أن سجاح قبل موتها قد تابت وعادت إلى الإسلام وحسن إسلامها وأنها انتقلت للبصرة وماتت هناك وهي مسلمة.[2]
لاتنسى الصلاه والسلام على اشرف الخلق ونبى الحق صل الله عليه وسلم 🤲
المراجع
قصة سجاح وبني تميم .
ذكر بني تميم وسجاح